يا رجاائي

يقدم المرء على العديد من التصرفات أو يمر بمواقف شتى
لا يستشف منها مغزا ولا حكمة لقلة خبرته أو لأنه يرى الأمور من منظور
ثابت لا يحتمل التغيير نتيجة لنمط حياة ثابت فحياته هنا تشبه إلى حد ما
حياة النملة أو النحلة, تجمع غذاءها إلى مسكنها لتضمن البقاء و هكذا حياتها
جيل بعد جيل بلا تغيير أو تعديل. و دخول عنصر جديد على حياة ذلك المرء
قد يجبره على إعادة حساباته و على أخذ الأمور و النظر إلى المواقف الحياتية
من منظور جديد.
هنا نشير إلى الأناشيد بالعنصر الجديد, فالمعان الجميلة التي تحملها كلمات
الأناشيد بين طياتها و الشرح الجميل لمختلف مواقف الحياة من علاقة المرء
بربه إلى علاقته بأخيه, كل ذلك يساهم في إعادة ترتيب الأوراق و ربما تلميع
مناظيرنا البالية.

وجدت في الأناشيد كلمات ذات معان جميلة مستمدة من أبيات كتبها شعراء ذووا
أنامل ذهبية من العصر السابق أو شعراء من عصرنا الحالي لا تقل كتاباتهم
عن معلميهم السابقين. كما تحمل كلمات الأناشيد أهداف متعددة تسعى لغرسها
في المجتمع و المهم في هذه الأهداف أنها ترقى بمستوى الأمة لا تهوي بها
إلى أسفل سافلين كما هو الحال مع الأغاني الفاجرة. ولكن و عندما افتقدت
المعنى الجميل الذي يشدني لسماع الأناشيد انقطعت عنها فترة طويلة من الزمن
و هأنذا أعود من جديد بعد أن وجدت ما يرضي سمعي فلم أستطيع أن امنعي
قلمي من التعبير عن المشاعر التي راودتني عندما سمعت هذه الكلمات
دالتي لن أصفها بالرائعة بل الراقية, فعلى الرغم من انتشار صيت
الأناشيد في الآونة الأخيرة إلا أن بعض الشوائب اختلجتها و هذا الاعتقاد
من وجهة نظري ولكن ما سمعته و دفعني للكتابة حتى لا تطير الكلمات
من ذهني هو الاصدار الرابع من سلسلة (يا رجائي).

قد يعتقد البعض أني أعطي الأمر أكبر من حجمه
ولكن ما اعلمه أن سماعي لهذه النسخة جعلني أعيش ذلك الاحساس
القديم مع الأناشيد.

مررت مرورا سريعا على الأناشيد لآخذ الانطباع الأول ثم بدأت بسماعها
بتأني و تركيز لأدخل في عالم آخر تحمل معه الكلمات معان خلابة تؤكد
معها حقيقة أن المرء يحتاج إلى معان جميلة تنقله من هذا العالم القاسي بمفاهيمه
المقلوبة إلى عالم جميل ذو معان راقية حتى نتمكن من رؤية الأمور من منظور آخر.

هنا سأترككم من بعض الكلمات التي أعجبتي.

- كيف يبدو حال المذنب من هذه الكلمات ندري:

غريب على باب الرجاء طريح

يناديك من طول النوى و ينوح

يهون عذاب الجسم و الروح سالم

فكيف و روح المستهام جروح

- حال الأمة المعاصر و ما تجره وراءها من أذيال الخيبة و الهزيمة و ما يجب فعله لتغيير الحال:

أدري بأنك غاضب من أمة

شغلت عن المضمون بالعنوان

تركتك في أرض العدو و قطعت

أرحامها بمعارك البهتان

عهد علينا أن نشد أياديا

تسعى إلى التحرير و العمران

يا مسجدي قل للمآذن هللي

و ليصدحن بلالها باذان

- من أكثر الأناشيد التي جذبتي:

جد بلطفك يا إلهي من له زاد قليل

مفلس بالصدق يأتي عند بابك يا جليل

ذنبه ذنب عظيم فاغفر الذنب العظيم

إنه شخص غريب مفلس عبد ذليل

كيف حالي يا إلهي ليس لي خير الأعمال

سور أعمالي كثير زاد طاعاتي قليل