كتاب طوق الحمامة لإبن حزم الأندلسي..

منذ أن بدأ الأخ صقر قريش مدونته الرائعة ( صقر قريش) قمنا نحن ( ندىالجنة و الزرقاء على الأقل :) ) نعيش ايام الخوالي..
فكل ما زرت المدونة رددت هذه الأبيات !
يا ظلَّ حدائق أندلسٍ ... أنسيتَ مواني عشرتنا
وعلى أغصانك أوكارٌ .... عَمُرت بطلائع نشأتنا
يا دجلة هل سجَّلت على .... شطيك مآثر عزتنا
أمواجك تروي للدنيا ... وتُعيد جواهر سيرتنا

و كأن لنا مع الاندلس موعدا بعد سنين من البعد عنها لاسباب كثيرة..لم ننسها و لكن لعلنا تعودنا على الحال..تعودنا على ان الأمة هكذا منذ زمن و لعل قلوبنا قست نوعا ما - والعياذ بالله- نسأل الله العافيةبالإضافة الى المدونة التي تأخذك الى الأندلس و الماضي العريق كان لي موعد اخر يجذبني نحو الأندلس ..
اذ في اول حلقات دروس (fiqh of love) الفقهية للشيخ ياسر برجس بدأ الأستاذ يتحدث عن كتاب اسمه طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي.. حيث الكتاب عن الألفةو الألاف و الحب و المودة ، الحب و ماله و ما عليه..بدأ الأستاذ يمدح الكتاب و الكاتب حيث لا يمكن لطالب في المحاضرة او من يسمعه ان لا يفكر في اقتناء هذا الكتاب !
و كغيري وجدت نفسي ابحث عن هذا الكتاب بين أرفف المكتبة!
**************
الكتاب و الكاتب

اسم الكتاب : طوق الحمامة في الألفة و الألاف
المؤلف : ابن حزم الأندلسي
كبداية نبذة مختصرة عن الكاتب :
هو الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري.. صاحب الفقه الظاهري ( اكتشفت ان هناك مدرسة خامسة فقهية الى جانب المدارس الفقهية الأربعة ا لمتعارفة عليها(الفقه الحنفي ، المالكي،
لالحنبلي و الشافعي ) تسمى بالفقه الظاهري
و يسمى الإمام ابن حزم بأديب الفقهاء ، و الأديب الفقيه او الفقيه الأديب
ترك اكثر من اربعمائة مصنف و بين كتاب و رسالة!
و من أكثر كتبه ترجمة الىاللغات الأخرى كتابه طوق الحمامة في الألفة و الألاف
و له ابيات كثيرة تصل الى اربعمائة مجلد..
تربى في الأندلس عاصمة الثقافة و الأدب و العلم في عصره ..
كان وزيرا من وزراء أندلس كما كان ابن للوزير و لكنه ترك الوزارة و توجه الى العلم الشرعي و الأدب الذين كانا متلازمين في عصره !

اذا المؤلف هو الفقيه العالم الأديب الشاعرالسياسي صاحب مواهب عدة ..ان استرسلت في مدحه فلن اوفي حقه ..
من مميزات الكتاب ان الكاتب فقيه يكتب عن الحب ..كتابا مفصلا من كل الجوانب !
**********
أما عن الكتاب طوق الحمامة ...
******
فعبارة عن رسائل عن الحب و معانيه و اعراضه و أحواله و ظروفه كتبها ابن حزم الى احد أصدقائه و جمعت الرسائل ككتاب و سميت (طوق الحمامة)
*****
يأخذك الكتاب الى الأندلس و قصورها و أنهارها و أمراءها واميراتها و ساكنيها . و الثقافة التي كانوا يتمتعون بها..
و ما قد يعجب منه بعض الناس كيف ان الكاتب يبين الجانب العاطفي للعلماء و الفقهاء!
لا اخفي عليكم يخيل الي في بعض الأحيان ان الشيوخ و الفقهاء ليس لهم الا الكتاب و القراءة و التدريس! ..
و أيضا ما يميز الكتاب انه غ
ني بالأبيات الشعرية التي ألفها الكاتب
ابن حزم عن الحب و معانيها و بعض القصص التي رأها و عاشها مع من كانوا معه في عصره!
اللغة المستخدمة في الكتاب تعيشك في جو أندلسي إسلامي عربي.. بكل جمالياته ..
.. حيث ان القارئ المحب للأدب العربي يتذوق الكلمات كلمة كلمة....

يعتبر هذا الكتاب من الأعمال الأدبية العربية الجليلة والفريدة من نوعها..
اللغة التي يستخدمه الكاتب مع ان في بعض الأحيان تكون جديدة على القارئ و لكن المراجعين لم يقصروا في توضيح الكلمات.. و شرح معانيها ..
يكفي الكتاب شرفا انه استطاع ان يخلد كل هذه السنين .. و يتربع على عرش الكتب الأدبية !
*****
الكتاب يحتوي على ثلاثين بابا
تتعلق بالحب و انواعه و اعراضه و قصصه و ما له و ما عليه..
مع انه يسترسل و يفصل في الحب و كل ما يتعلق به.. يجعل اخر الأبواب عن التعفف و قبح المعصية! ( لا تنسوا انه الأديب الفقيه)
...