صفحات من كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب

كانت المفاجأة الأولى أن الذين يحملون الدعوى إلى الإسلام فى هذه المرة هم " الأفندية " وليسوا " المشايخ ".
وكانت هذه كذلك هى الطامة الكبرى. فحينما نجح المخططون فى حصر " الدين " فى المشايخ وسلخ " الأفندية " منه كان ذلك فى حسهم نصرا مؤزرا لأنهم بذلك قد حصروه فى العنصر المتخلف المنقرض الذى ليس له امتداد.. أما اليوم فماذا يفعلون " بالأفندية " حين يحملون الدين.
لقد كان " الأفندية " هم حملة التغريب وهم فى الوقت ذاته الأداة التى يستخدمها المخططون لجر الأمة كلها إلى العبودية للغرب والانسلاخ من الإسلام باعبتارهم حملة الثقافة وحملة العلم وحملة الحضارة وحملة الرقى وحملة الوعى وعنوان التقدم.
وقد كان تغيير الزى فى ذاته مقصودا لأمر يراد..
فقد كان مع الزى " الوجهة "..
أى أن الذى يرتدى زى الغرب يتجه فى الوقت ذاته إلى المكان الذى استورد الزى منه فيستورد منه أفكاره وتقاليده وأنماط سلوكه ونظم حياته.. السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وفى كل اتجاه.
وكان تقسيم الأمة إلى فريقين متميزين لا رابط بينهما مقصودا كذلك لأمر يراد..
فالمشايخ يتجهون إلى الشرق.. إلى الإسلام.. ويضفى عليهم من صفات الجمود والرجعية والتخلف ما ينفر " الجيل " منهم ويبعدهم عن أن يكونوا قدوة لأى مقتد ([1]). و " الأفندية " يتجهون إلى الغرب. إلى أوربا.. وينسلخون من الإسلام ويضفى عليهم من صفات التقدم والرقى وسعة الأفق وعمق الإدراك ومسايرة ركب الحضارة ما يجعلهم القدوة لمن أراد الاقتداء ([2])....
لذلك كان تغيير الزى يحمل معه بالفعل تغيير الاتجاه..
فاليوم تأتى المفاجأة من أن الذين غير لهم زيهم ليغيروا وجهتهم هم أنفسهم – بزيهم – الذين يعودون إلى الإسلام ويحملون الدعوة إليه.
__________
وكانت المفاجأة الثانية أن دعاة الإسلام الجدد من " الأفندية " لا يقفون موقف " الجمود " من " الحضارة الغربية " فيرفضوها جملة ويأبوا أن يأخذوا أى شئ منها بل إنهم يعلنون إن فيها أشياء نافعة ينبغى أخذها والاستفادة منها كالتقدم العلمى والتقدم التكنولوجى والروح العملية وعبقرية التنظيم وفيها أشياء ضارة لا ينبغى للمسلم أن يقع فيها كالإلحاد والكفر والفكر المادى الذى ينكر وجود الخالق سبحانه أو ينكر تدبيره لكل شئون الكون والفساد الخلقى الذريع الذى يهبط بالإنسان إلى الدرك الحيوانى بل أسفل منه ([3]) وآلية الحياة التى تنفى المشاعر الوجدانية وتبعدها عن مجال " الحياة العملية " والفردية الأنانية التتى تقطع الروابط الأسرية والروابط الإنسانية.. وفيها إلى جانب هذه وتلك نظم سياسية واجتماعية واقتصادية يختلط فيها الخير والشر فأما الشر فينبغى نبذه لا محالة وأما الخير – أى ما كان موافقا للإسلام – فينبغى أخذه من مصدره الربانى المنزل من عند الله..
ولم تكن هذه المفاجأة أخف وقعا على المخططين من الأولى..
فكما كان زى المشايخ – الذى نفروا منه الجيل الجديد بكل وسائل التنفير – سلاحا فى أيديهم يستخدمونه لحرب الإسلام فسقط من أيديهم حين صار " الأفندية هم حملة الدعوة الجديدة إلى الإسلام.
كذلك كان موقف الرفض البات الذى يقفه المشايخ من الحضارة الغربية سلاحا فى أيديهم يستخدمونه فى حرب الإسلام إذ يصفون تلك الحضارة بكل طيب من النعوت ويصورونها على أنهها هى العلاج لكل مرض ولكل مريض ثم يقولون إن المشايخ يرفضونها جملة وتفصيلا فيظل المشايخ فى موقف اللوم وتظل الحضارة الغربية فى المقام الذى يتطلع الناس إليه.. فجاءت الدعوى الجديدة على يد الأفندية لتسقط هذا السلاح أيضا من أيديهم لأن الدعوى الجديدة لا ترفض تلك الحضارة جملة بل تنادى بأخذ النافع منها ورفض الشر الذى يتفق كل عاقل على أنه شر.
كما كان نقد الحضارة الغربية على هذا النحو من قبل الدعوى الجديدة موضع الحنق الشديد من المخططين وأتباعهم معا فى ذات الوقت. فقد كان أوحى إلى " المثقفين " كما أسلفنا فى الفصل السابق أن الحضارة الغربية كتلة واحدة وحزمة واحدة لا يمكن فكها ولا تجزئتها وكانت تلك دعوى باطلة بطبيعة الحال فقد تكررت عملية " الانتقاء " من الحضارات عدة مرات فى التاريخ. مرة على يد المسلمين الأوائل إذ انتقوا من الحضارة الجاهلية – الفارسية والبيزنطية – ما وجدوه صالحا لهم ونبذوا سائرها فلم يقربوه! ومرة على يد أوربا إذا أخذت من الحضارة الإسلامية المنهج التجريبى فى البحث العلمى كما أخذت التقدم العلمى فى الفيزياء والكيمياء والطب والفلك والرياضيات واستفادت من خبرتهم البحرية وخرائطهم ومعلوماتهم الجغرافية فى كشف ما كان الأوربيون يجهلونه من بلاد العالم بدءا بطريق رأس الرجاء الصالح ثم انتشار فى الأرض بعد ذلك وتأثرت بكثير من فنون العمارة والوسائل الحضارية التى كان المسلمون يملكونها فى الأندلس والشمال الأفريقى وبلاد المشرق الإسلامى.. ولكنها رفضت أن تأخذ الأساس الذى قامت عليه تلك الحضارة كلها وهو الإسلام. وتكررت عملية الانتقاء مرة ثالثة فى العصر الحديث على يد اليابان كما سبقت الإشارة من قبل.. وما تزال قابلة للتكرار ما شاء قدر الله لها أن تتكرر فى الحاضر والمستقبل.
نعم.. كانت الدعوى باطلة ولكنها كانت تبث عن قصد من المخططين لأمر يراد.. خشية أن يتجه المسلمون فى محاولتهم للنهوض إلى أخذ إيجابيات هذه الحضارة ونقط القوة فيها ولا يأخذوا الإلحاد والفساد الخلقى فتكون الطاقة التى يعانون الشئ الكثير منها على يد اليابان ولكنها على يد المسلمين أشد! ([4]) لذلك قال قائلهم: لابد لنا من أخذ الحضارة الغربية بخيرها وبشرها وحلوها ومرها لا محالة من ذلك!
فاليوم تجئ الصحوة الإسلامية على يد " الأفندية " فتحدث موقفا شديد الإغاظة للمخططين وأتباعهم على السواء. فكما أن دعوتها لأخذ النافع من الحضارة الغربية يسقط عنها تهمة الرجعية والجمود الذى كانوا يسمون به المشايخ فتيلبس بهم فكذلك دعوتها " للانتقاء " من هذه الحضارة وعدم أخذ ما هى غارقة فيه من الفساد الخلقى والانتكاس النفسى والإنسانى يفسد هدفا هاما من أهداف حملة التغريب وهو نشر الفساد والإلحاد – تحت عنوانن الحضارة والرقى والتقدم - لإذابة ما بقىمن كيان هذه الأمة وتحويلها إلى " غثاء كغثاء اسيل " لا جذور له ولا انتماء فيتبدد فى التيار.
____________

وكانت المفاجأة الثالثة أن الدعاة الجدد جاءوا يقولون للناس: إن ما أصاب المسلمين من التخلف والجمود والضعف والتأخر فى جميع الميادين لم يكن سببه الإسلام.. إنما سببه البعد عن الإسلام والانحراف عن صورته الصحيحة. وأن الصورة الحقيقية للإسلام ينبغى أن تؤخذ من مصادره الصافية الأولى: كتاب الله وسنة رسوله e وحياة السلف الصالح الذين طبقوا هذا الإسلام أول مرة فى واقع الأرض فكانوا عجبا فى التاريخ وكانوا {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [سورة آل عمران 3/110].
لقد كان المخططون وأذنابهم قد بثوا فى روع " المثقفين " أن الإسلام هكذا.
جمود ورجعية وتخلف وعجز عن النهوض والتقدم بل مانع من النهوض والتقدم وأن ما حل بالمسلمين هو النتيجة الطبيعية لكونهم مسلمين! وأنه لا طريق لهم لعلاج ما هم فيه من التخلف والضعف والفقر والجهل والمرض إلا أن ينبذوا الدين كما فعلت أوربا من قبل فإنها لم تتقدم إلا حين حطمت " الأغلال " التى كانت تعوقها عن التقدم أغلال " الدين " وما حوله من أخلاقيات وتصورات وتقاليد..
فاليوم يثير الدعاة الجدد قضايا مغايرة تماما.. يفرقون فيها بين الإسلام فى صورته الصحيحة وبين الواقع المنحرف الذى يعيشه المسلمون باسم الإسلام كما يفرقون بين الدين الذى انسلخت منه أوربا والدين الذى نزل من عند الله وتكفل الله بحفظ أصوله من التحريف فبقيت على صورتها المنزلة وأصبح الرجوع إليها ممكنا فى كل لحظة ويفرقون بين الحكومة الثيوقراطية التى قامت فى أوربا فى قرونها الوسطى المظلمة التى كان يحكم فيها " رجال الدين " بما شاءت لهم أهواؤهم من الجهالات والمفاسد والحكومة الإسلامية التى يحكم فيها من يختاره المسلمون لحكمهم ولكنه يتقيد فى حكمه بما أنزل الله وأنه ليس فى الإسلام " رجال دين " يحكمون أو يشرعون للناس بما يشاءون إنما فيه " علماء " و " فقهاء " لا يلبسون مسوحا خاصة ولا يشكلون طبقة وليس لهم سلطان ولا حصانة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ويملك أى إنسان أوتى قدرا صالحا من العلم أن يناقشهم ويجادلهم ويخطئ اجتهادهم إن كان دليله أقوى من دليلهم! وإن الإسلام دين " مفتوح " أمام كل معتنقيه يملكون أن يتفقهوا فيه بقدر ما توصلهم مداركهم وليس حكرا على طبقة من الكهنوت تحتكر نصوصه وتحتكر تفسيره وتحتكر حق تبديله وتغييره حين تشاء!
وحقيقة إن الذى يقول " الأفندية " حملة الدعوى الجديدة لم يكن كله جديدا.. فقد كان المشايخ من قبل يقولون شبيها به من بعض نواحيه فحقائق الإسلام واحدة والحديث عنها لابد أن يتلاقى فى بعض جوانبه. ولكن أحدا لم يكن يأبه لما يقول المشايخ –- لا المخططون ولا أتباعهم لجملة أسباب:
فهو أولا كلام صادر عن المشايخ.. وهم فى ضياعهم الذى هم فيه! فيضيع معهم كلامهم مهما يكن فيه من الحق!
وهو ثانيا كلام.. ليست وراءه حركة ومن ثم يموت حيث هو.. على ألسنة قائلية أو فى آذان سامعيه - إن سمعه أحدا! لأن أصحابه لا يتحركون به.. لا يحولونه إلى " دعوة " لا يجمعون أحدا حوله ليعتنقه ويؤمن به ويجعل تحقيقه غاية يعيش من أجلها ويتحمل ما يتحمل فى سبيلها.
ثم هو فضلا عن ذلك كلام مصبوب فى قوالب جافة هى القوالب التى كانت العقيدة قد صبت فيها منذ قرون طويلة ذهنية تجريدية لا تخاطب الوجدان ولا تحركه ولا تساير عقلية الذين يوجه إليهم الخطاب فى الوقت الحاضر ومن ثم فهى مرفوضة ابتداء من " المثقفين " خاصة لا تمثل بالنسبة إليهم زادا فكريا يعيشون عليه ولا زادا روحيا يبعث ما ضمر من أرواحهم فى موجة التغريب العاتية.
أما على يد الدعاة الجدد من الأفندية فقد أحس المخاطبون كأنما يتعرفون على الإسلام من جديد.. والإسلام هو الإسلام. حقائقه ثابتة لا تتغير. ولكن طريقة تناولن وطريقة تعريف الناس به تختلف من عصر إلى عصر حسب أحوال الناس فى كل عصر وثقافاتهم واهتماماتهم ومشكلاتهم وانحرافاتهم وأمراضهم كذلك. وقد كانت القوالب الذهنية التجريدية " حالة " ألمت بالناس فى عصر معين فاستساغوا يومئذ أن يقدم الإسلام إليهم فى هذه الصورة ولكنها لم تكن الصورة المثلى ولا الصورة الصالحة لكل زمان لأنها لا تسير على المنهج القرآنى الذى أنزله الله للناس كافة وللعصور كافة.. يغترفون منه فى كل جيل ما يناسب أحوالهم واهتماماتهم ومشكلاتهم.. فيلبى حاجاتهم فى كل مرة ويعطيهم بقدر ما تتفتح قلوبهم وعقولهم.. ولكنه لا يجف ولا يتقولب – كما حدث فى عصر معين إلا أن يصيب الناس ركود وجمود وكان " المشايخ " يحملونه معهم ويحسبون أنه هو الصورة المثلى للإسلام.
أما الدعاة الجدد فقد عادوا به إلى المنهج القرآنى فأذابوا ما كان قد علق به فى ذلك العصر السحيق من جفاف وتقولب حملته الأجيال المتتابعة فى ركودها وجمودها ومن هنا أحس المخاطبون كأنما يتعرفون على الإسلام من جديد فأقبلوا عليه من شاء الله منهم – بقلوب متفتحة وعقول متفتحة متعطشة للمزيد.
وأهم من ذلك – وهو الخطر الأكبر فى نظر الأعداء أنه " حركة " فهو ليس " كلاما " فى القراطيس وإنما هو " إيمان " فى القلوب فتتحرك به حركة ملموسة فى عالم الواقع وتتخذ موقفا محددا من كل شئ حولها وتصوغ سلوكها العملى على مقتضاه.
_______________
وكانت المفاجأة الرابعة هى انتشار الدعوة انتشارا " ذريعا " فى صفوف المثقفين من الأطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين وغيرهم من ذوى الثقافات الحديثة ومن طلاب الجامعة فى شتى التخصصات!
ولقد كان الظن أن هؤلاء لا يعودون أبدا ولا تستهويهم مثل هذه الدعوة أبدا!!
لقد ربوا على أن يصموا آذانهم ويغلقوا قلوبهم وأذهانهم عن أى شئ يذكر فيه " الدين ".. فضلا عن أن يكون الدين هو المنطلق الذى ينطلق منه والمرتكز الذى يرتكز عليه!
ربوا على أن الدين أمر من أمور الماضى وأنهم هم يستشرفون للمستقبل! وأن الدين " غيبيات " وهم يعيشون فى " الواقع "! وأن الدين ممزوج بالخرافة وهم يعيشون عصر العلم!
فما بالهم يعودون إلى كل ما نهوا عنه وكل ما بذل الجهد الجهيد لإبعادهم عنه! جهد استخدمتن فيه مئات الكتب وألوف المقالات وألوف الدروس العلمانية " وألوف الفتيات المتبرجات فى الطريق وألوف المراقص والحانات ودور اللهو ودور الفجور؟!
__________

لقد كانت كلها مفاجآت حادة وغير منظورة.. وكانت دون شك مفاجأة غير سارة لكل أعداء الإسلام.
ولم يسكت الدعاة إلى التحرر و التحضر و " التقدم " بطبيعة الحال على هذه الدعوة وهاجموها بكل وسائل الهجوم وأول وسائل الهجوم هو دمغها " بالرجعية " وهى أشد وسائل التنفير عند " المثقفين "!
ولقد كانوا يهاجمونها دفاعا عن أنفسهم فى الحقيقة!
{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [سورة النساء 4/89]
ولكنهم فى عبودية منتكسة – كانوا يهاجمونها كذلك دفاعا عن " السادة " الذين يشعرون بالتبعية لهم والانتماء إليهم! ودفاعا عن الفكر الذى استعبدوا له من الداخل خلال عملية التغريب.. فما عادوا يحسون لأنفسهم بوجود ذاتى وأصبح وجودهم مرتبطا بذلك الفكر الدخيل عليهم يحسبونه – فى غفلتهم – فكرهم الخاص لأنهم لا يدركون عملية المسخ التى أجريت لهم وهم غافلون فشوهت كيانهم من الداخل وشوهت نظرتهم إلى أنفسهم وكل ما يحيط بهم فصاروا ينظرون بعيون سادتهم! وصاروا – فى دخيلة أنفسهم يحتقرون أنفسهم بوصفهم " شرقيين "! ويحاولون بكل جهدهم أن ينسلخوا من تلك الصورة ويمحوا " عارها " عن أنفسهم لعل سادتهم يرضون عنهم فيرضوا هم عن أنفسهم!! ([5])
لذلك لم يكن العبيد فى حاجة إلى إشارة من السادة ليهاجموا الدعوة الإسلامية فهم بطبيعة موقفهم الممسوخ كله يحسون بالعداء العميق لها والنفور الشديد منها. ولكن السادة مع ذلك لم يهملوا التوجيه:
لابد من جرعة زائدة من كل ما تقدم.. من الكتب والمقالات والدروس والأبحاث التى تهاجم الدين والأخلاق والتقاليد.. والصور العالية والأفلام العارية والقصص العارية والأفكار العارية.. والفتيات المتبرجات فى الطريق.. والمراقص والحانات ودور اللهو ودور الفجور! فإنه لا شئ يصد هذا الخطر الداهم مثل إفساد الأخلاق وصرف الشباب عن كل الاهتمامات الجادة وشغلهم بلذائذ الحس الدنسة وهموم الدنيا القريبة لكى لا يفرغوا إلى ربهم ولا يذكروا آخرتهم فتسند منافذ " الدين " فى قلوبهم ويصبحوا فى مناعة من تلك الدعوة الخطرة بل فى عداء مع تلك الدعوة التى تريد أن " تحرمهم " مما هم غارقون فيه ن الدنس والتفاهة والانحلال!