خواطر ..

لم يضع الإسلام النقاط الأساسية لعلاقة العبد بربه وحسب بل تعدى ذلك ليشمل منظومة الحياة البشرية و بوضع الإسلام لتلك النقاط الأساسية و الحدود الواضحة ترك مجالا واسعا للاجتهاد البشري فيما لا يخالف الأوامر و يحل النواهي ...

قد يكون ترك المجال واسعا للاجتهاد البشري دليل على أن البشرية منذ بدأ الخليقة و إلى أن تقوم الساعة لن تسير على وتيرة واحدة بل ستتباين صعودا و نزولا باختلاف الأزمان و لا أعتقد أن العوامل المسببة لهذا الاختلاف يمكن حصرها فالبشر بطبيعتهم يختلفون.
في علم الجينات نجد صفات سائدة و أخرى متنحية و الصفات السائدة هي التي يظهر تأثيرها على صفات الانسان الخلقية فوجودها يطغى على الصفات المتنحية و عدم وجودها يجعل الصفة المتنحية هي التي تبرز فسيولوجيا. يمكن اسقاط المثال السابق على الشخصيات المختلفة فوجود الشخصية ذات الطابع السائد يطغى على الشخصية المتنحية و قد يلغيها بصفة مؤقتة أو دائمة ولكن دوام الحال من المحال و بهذا تستمر العجلة البشرية بالسير صعودا و نزولا لتدخل البشرية مراحل متعددة و كل مرحلة تتطلب قوانين تختلف عن سابقتها و هنا يأتي الاجتهاد البشري في شرح النصوص القرآنية و النبوية لجعل الحياة تحت مظلة الدين الإسلامي حياة يسر لا عسر