المهتدية أمينة و قصتها مع الأنبياء

رأيتها لأول مرة في احدى المحاضرات الإنجليزية ..
صغيرة في اوائل العشرينات.. و ما يساعدني على مناداتها صغيرة صغر حجمها..
رأيتها خجولة و في عينيها بريق .. و عطش للعلم .
في البداية كانت خجولة و لكن حياءها لم يمنعها من المشاركة في الدرس ..

و عرفت من الأسئلة أنها مهتدية جديدة ..

و تريد ان تكسب كمية كبيرة من العلم في أسرع وقت ممكن..

بعد الدرس اقتربت منها ..

فشعرت بنقاءها و صفاءها (احسبها كذلك والله حسيبها)

و علمت أنها حديثة العهد بالإسلام .. أي لم يمض على اسلامها إلا أيام او فقط اسابيع

اسمها ( أمينة)

و قصت لي قصتها مع الإسلام

و كيف أن الله هداها و لو لا فضل الله لكانت مع القوم الخاسرين!

و هي تقول لي القصة !

شعرت بتقصيرنا في حق ديننا !

وكيف ان الله سوف ينصر دينه شئنا أم أبينا ..

و لكن السؤال ما دورنا ؟ و كيف نلقى الله و نحن مقصرون؟

كم منا اهدى لزميله الغير مسلم مطوية عن القرآن؟

او عن الإسلام ؟ بطريقة غير مباشرة ساعد على نشر دين الله؟ ألسنا مسؤولون؟

على كل حال

و هي تقص قصتها و رحلتها الى الإسلام كنت اقول لنفسي


فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله

يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء

كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) الأنعام

و المضحك و المبكي في الموضوع ان أثناء رحلتها الى الإسلام

كانت تسكن في نفس الوقت مع زميلتها المسلمة

التي تفكر جديا ان تتحول إلى نصرانية! و إلى الأن هي كذلك..أسأل الله لها الهداية!

سوف أضع لكم قصتها بلسانها ! كما اتذكرها !

فهاكم قصة أمينة!
التي لم تعرف عن الإسلام شيئا
و لم يقل لها أحد عن هذا الدين
و لكن شاء الله أن يهديها !
و من يهده الله فلا مضل له..
قصة أمينة
كيف إلتقت بالأنبياء عليهم السلام..
نوح عليه السلام أنقذها من الغرق!
و هود عليه السلام مر عليها !
و قصتها مع موسى و عيسى !
عليهما السلام
و في النهاية وصّلها إبراهيم عليه السلام إلى الكعبة المشرفة
لتسلم بعد ذلك و تدخل إلى دين الله !
لندع أمينة تحدث عن نفسها !


تقول امينة :


جئت إلى هذا البلد للعمل ..و لم اكن اتصور أنني سوف اخرج منها يوما .. شخصا آخر..


كنت غير مسلمة .. بالأحرى نصرانية .. و لم اكن ملتزما بالدين المسيحي كأكثر النصارى .


كنت اعرف قليلا من القصص التي في الكتاب المقدس فقط!


عند إقامتي في الكويت لم أر شخصا يحدثني عن الإسلام

و لا حتى بطريق غير مباشر

فلم اكن أعلم شيئا عن هذا الدين

حالي كحال الغير مسلمين الذين كانوا يعملون معي.


و لم يدعني إلى الإسلام احد ( ..كالعادة مقصرين في الدعوة )



داومت في المكتب الذي اعمل به..
و كل ما سمعت عمت عن الإسلام أن زميلتي المسلمة
تريد ان تتحول الى النصرانية!


لأن الاسلام يقيد حركاتها!


( نعم هذا ما عرفته عن الإسلام .. )
الشي الوحيد الذي عرفته عن المسلمين انهم يقيدون حركة المرأة .


حياتي لم تكن سوى
عمل..
وعمل
و عمل !
لم أكن أفكر في شي سوى العمل


و بعد مدة من مكوثي في الكويت

رأيت رؤيا بأنني على متن سفينة ..
و من ثم رأيت الكل يغرق
و وجدت نفسي على شاطئ مع جثث الذين كانوا معي على متن السفينة..
فاقترب مني رجل و انتشلني من بينهم و انقذني!
و من ثم عرفت انه النبي نوح (عليه السلام )



قمت من النوم .. و انا خائفة و بنفس الوقت سعيدة بأنني نجوت !

وأنني رأيت النبي نوح عليه السلام!

فذهبت و قصصت المنام إلى زميلاتي فضحكن و قلن ..

يبدوا أنك تتتابعين الأفلام كثيرا و تحبين ان تلعبي دور البطولة!

حاولت ان افهمهم ان الأمر ليس كذلك و لكن لا جدوى!

كل ما كان يهمني أنني كنت اشعر بطمأنينة بعد هذا الحلم و كنت سعيدة به!

.. و مضيت في عملي ..و كدت ان انسى الحلم إلا ان شيئا ذكرني به!


في إحدى الليالي رأيت حلما اخر مشابها (ندى : لا أذكر الحلم بالضبط)
عن احدا لأنبياء ( اعتقد هود عليه السلام ..)


و النجاة من العذاب !
و قمت من النوم.. وشعرت بالخوف الشديد .. من العذاب!
و عندما سألوني لم كنت خائفة !
قصصت لهن القصة!
فقلن أضغاث أحلام!!
إنسي !
لكن لم اكون قادرة على النسيان
و دموعي كانت تسيل من غير توقف!
فكرروا قولهم أنني أتابع الكثير من الأفلام ! وقلن تحبين "الدراما" !
صمتت و نويت أن لا ابوح بأحلامي لهن !
.......

هكذا كنت..

كلما أوشكت على نسيان الحلم .

.أحلم بحلم جديد عن احد الأنبياء ..
الى ان رأيت اكثر من نبي في الحلم!
فحلمت بموسى عليه السلام
و أمه يضعه في صندوق لينجوا بعد ذلك!
و حلمت بعيسى عليه السلام و امه العذراء !
و في كل مرة كنت اقوم من النوم د
إما أبكي خوفا من العذاب
و إما لشعور لا أعرف سره و معناه!

و زميلاتي يضحكن علي و يقولون أنني ساذجة أتأثر بالأفلام !
و لكن يا اخت ندى ( يعني انا ) صدقيني ليس الأمر كذلك؟ تصدقيني صح؟؟ ( حركت رأسي و طلبت منها
أن تكمل قصتها)

كانت هناك رسالة خفية .. و كنت لا اعلم ما هي!
و لكن هناك احد يريدني ان اعرف شيئا من وراء هذه الأحلام و لكني لم اتمكن من معرفة هذا الشي !


الى ان رأيت في اخر مرة

( و انا لا أزال لا أعلم شيئا عن الإسلام)

رجلا يلبس منشفتين ( كانت تصف الإحرام الذي يلبسه الرجال في الحج)

و هذا الشخص كان يؤشرنحو الكعبة ! المكان الذي رأيت المسلمين عندها على التلفاز

قمت من منامي! و نويت أن أعرف عن هذا المكان و هنا بدأت اسأل عن الإسلام و القرآن!


و عندما اخذت و لأول مرةمصحفا مترجما بيدي و بدأت اقرأ..
لا أدري لماذا دقات قلبي بدأت تتسارع! و عيوني لم تتوقف عن البكاء !
أخذت المصحف إلى البيت وبدأت اقرأ
فقرأت
و قرأت
و قرأت !
إلى أن شعرت أن هذا هو الشي الذي اريده !
و
أن الله أراد ان يهديني إلى الإسلام و هذا هو سر أحلامي !
و بعد قراءتي عن الإسلام و يقيني بأن هذا هو الدين الحق!
نطقت بالشهادتين .. و أسلمت..
و لله الحمد!
و إلى الأن كلما قرأت القرآن الكريم شعرت بنفس الإحساس
الذي كنت أشعره عندما أشر هذا الشخص صاحب الإحرام الى الكعبة !
ندى الجنة : و من تظنين رأيتي في منامك؟ هل عرفت من كان هذا الشخص!

سكتت أمينة قليلا ثم قالت

تصدقيني صحيح؟ قلت اكيد :)

أمينة : قيل لي أن الشخص الذي رأيته قد يكون خاتم الأنبياء ..محمد صلى الله عليه وسلم .

و لكن تريدين أن اقول لك احساسي؟

اشعر ان الشخص الذي أشر نحو الكعبة هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ..

في نهاية اللقاء

وعدتني أن نلتقي في الأسبوع القادم ..

إذا سمحت لها الظروف !

و لم ارها منذ لك الوقت لظروفي الخاصة !

أسأل الله ان يثبتها ..و ينور قلبها أكثر فأكثر!

السؤال الذي كان يدور في خاطري

أين نحن؟

لم لا ندعوا الناس إلى الإسلام؟؟

على الأقل بأخلاقنا و تمسكنا بمبادئنا ؟