و ما أدراك مالحب؟

استغرب من الهووس الغير محدود لكلمة (الحب) و ما تحمله من معان مختلفة قد تتنافى مع ما نصه الشارع و مع ما يتبعه العقل الواعي من منطق.
في وقتنا الحاضر تجردت هذه الكلمة من معاني العفة و الطهارة و أمست لا تحمل بين طيات معانيها سوى تلك النزعات الشيطانية الحيوانية ليصح مستيحا على المرء أن يفرق بين ذلك الحب الصادق المبني على أسس صحيحة وفق المنظور الاسلامي و ما بين الاعجاب أو ما أسميه بنزوة عابرة. أصبحت المشاعر في جميع الأوقات مجرد نزوات عابرة تنحصر ما بين الدقائق إلى الأيام ثم تخبو لتبدأ من جديد نزوة أخرى عابرة فيصبح المرء حبيس دوامة من النزوات لا يهتدي إلى سبيل النجاة منها إلا بالدعاء إن كان له قلب و قد يرى البعض أن ما يعيشون به من رذيلة هو النعيم بعينه.
ما أثار هذا الموضوع في ذهني هو أسلوب أحد قريباتي في التفكير فهي مؤمنة و موقنة أن لا معنى للحياة دون حب و أنا في الحقيقة لا أخالفها الرأي ولكن يجب أن يكون الحب وفقا لمعايير حددتها لنا التقاليد و قبلها شرعنا الإسلامي و كل ما هو خلاف ذلك لا أراه سوى نزوة لانعدام حدود هذه النزوات ففيها قد تتيه المشاعر في وسط الفوضى لتتبدد لاحقا.
تماشيا مع سلسلة الأفكار التي تولدت مع قريبتي فقد توصلت لنقطة لا اعتقد قد يخالفني عليها عاقل.
السبب الرئيسي وراء تلف القلب و استهلاكه فيما لا يفيده هو الاعلام الغير هادف.
أجل, فالاعلام شرقيا كان أم غريبا متمثلا في: دعايات, أفلام أو أغاني له بالغ التأثير. فترى فيما ذكر سابقا رسالة مفادها وجوب وجود علاقة مع الجنس الآخر و كذلك ترى رسائل غير مباشرة تبعثها الوسائل الاعلامية تثري مشاعر الحب و ترقى بالمحبين مما يجعل العقل الباطن للمشاهد يطبع بهذه الأفكار المسمومة و منقاد وراءها بلا حول و لا قوة.
منذ بدء الاعلام ببث مثل تلك الاشارات الفاسدة التي ظاهرها الرحمة و من باطنها عذاب شديد و حالنا و أمتنا و تدن مستمر فلا تجد شابا إلا و له علاقة مع الجنس الآخر و العكس صحيح إلا من رحم ربي.
و هنا أود أن أشد على يد كل من يساهم و يحاول جاهدا إلى الارتقاء بمستوى الاعلام ليحوله من اعلام فاسد هدفه نشر الرذيلة إلى اعلام هادف يهدف إلى تعزيز مكارم الأخلاق و تنقية مجتمعات ذات الأصول الطيبة من الشوائب التي شابتها بسبب الاعلام الهدام الذي يحاول جاهدا أن يجعلنا ننسلخ من اسلاميتنا التي تدعونا إلى التحلي بالأخلاق الحميدة و المعاملة الطيبة و التي تبين لنا حدود التعامل بين الجنسين.
رسالة هادفة واضحة تسعى لنشرها قناة (الرسالة) استدلالا بأول كلمة قالها جبريل عليه السلام لرسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم تأتينا قناة (اقرأ) و صوت عذب رخيم يطرب أذاننا بالقرآن الكريم في قناة (العفاسي) و لا ننسى دور اذاعة القرآن الكريم في تأسيس جيل يتبع المنهج السليم.